U3F1ZWV6ZTQ4MDQ2MzM0NzAzNjA1X0ZyZWUzMDMxMTc4MjUzOTA1MA==

قصص ملهمة | مهارات اقتناص الفرص | ماهي الفرصة ، وعلاقتها بمنظومة القيم والقواعد 2021

 


اقتناص الفرص وعلاقته بمنظومة القيم والقواعد | معنى الفرصة ومهارة صناعة الأهداف وإدارتها : 



الفرص الضائعة ليست سوى بوابة للندم !

يعرف الجميع مقولة : " لا تأتي الفرصة مرتين " ، لذلك فالجميع ينصح الجميع ، بمجرد أن تأتي الفرصة ، اقتنصها فوراً ولا تدعها تذهب ! .


 وفي عالم الأعمال ، يعتقد الكثير ان القاعدة الأولى للنجاح هي استغلال كل الفرص الممكنة ، كما ان قوة الفرصة تحدد قوة النجاح المترتب عليها .


بل إننا  في حياتنا العادية أيضاً ، كثيراً ما نسمع العبارة الشهيرة "الحياة فرص" ، وعدم اغتنامك للفرصة في وقتها ، يعني أنك ستبقى مكانك بينما يدهسك الاخرون وهم يهرولون في طريقهم الى الامام .

لكن : هل النجاح تصنعه الفرص ؟ ام التخطيط الجيد ؟!.

مثل هذا السؤال ربما لن تجد له إجابة في اتجاه واحد اطلاقاً ، لأن الفرصة قد تكون جزء من التخطيط الجيد أو نتيجة له ، وربما حدثت محض مفاجأة ، دون تخطيط أو توقع ! .

إذا : ما هي الفرصة ؟ّ! .

هل تعرف حقا المعنى الحقيقي للفرصة ؟! .

نعتقد جميعاً أننا نعرف المفهوم الحقيقي لمعنى الفرصة ، إنها اللحظة الحاسمة التي يجب عليك اغتنامها فوراً ، وبلا تردد ! ، أليس كذلك ؟! .

لكن : هل سألت نفسك يوماً : هل كل لحظة حاسمة يمكن اغتنامها أو استغلالها تعتبر فرصة حقيقية ؟!.



ثم : هل الفرص تٌصنع ؟ أم تٌقتنص ؟

و ماهي العلاقة بين استغلال الفرصة ومنظومة القيم والقواعد ومسئولية القيادة ؟1.

ربما تكون قد قرأت أو سمعت كثيراً من القصص الملهمة عن اعتنام الفرص وأعظم حكايات النجاح المبهرة والملهمة .

لكن علينا أن ننتبه دائما ، الأمر لا يتعلق فقط بتفويت فرصة أو اغتنامها ؛ لكنه يتعلق في كثير من الأحيان بإساءة تقدير موقف ، أو عدم قراءة اتجاهات السوق أو متغيرات الاحداث قراءة جيده ، ولذلك ، عندما أتت اللحظة الحاسمة لم نحسن التعامل معها .



بل وربما أتت الفرصة ، وحانت اللحظة الحاسمة ونحن في قمة الاستعداد والتخطيط الجيد لاستغلالها ، لكننا تركناها بمحض ارادتنا .

لا يتعلق اغتنام الفرصة واستغلال اللحظات الحاسمة بحسن قراءة الموقف ودراسة اتجاهات الاحداث أو التخطيط الجيد وفقط ، بل يتعلق الأمر بشيء أكثر أهمية كذلك  ، وهو علاقة هذه الفرصة بمنظومة القيم والقواعد .

 إذا كنت ترغب في خوض غمار تجربة الكفاح والانطلاق نحو ريادة الاعمال بشكل صحيح ، فهذه المقالة قد تكون مفيدة جدا .

اقتناص الفرص لا يعني ترك التخطيط الجيد لها 



في قرية صغيرة تقع خلف أطراف المدينة الصاخبة ، يعيش المزارع العجوز مع ابنته الشابة الجميلة ، أجمل بنات الدنيا ربما .

على الجانب الآخر من القرية يعيش بطل قصتنا ، ذلك الشاب الذي أخذه جمال الفتاة وروعتها ، فأراد أن يتزوجها .

ذهب الشاب المتيم إلى المزارع العجوز ليطلب ابنته للزواج .

فقال له المزارع : "بني ، اذهب وقف في هذا الحقل وسأطلق سراح ثلاثة ثيران ، واحدًا تلو الآخر ، فإذا تمكنت من الإمساك بذيل أي من الثيران الثلاثة ، فيمكنك الزواج من ابنتي".

ابتهج الشاب ابتهاجاً شديداً ، وقال في نفسه : ياله من طلب سهل وشرط يسير ، وانطلق سعيدا ليقف في وسط الحقل في انتظار الثور الأول !. 
فُتح باب الحظيرة وخرج منه أكبر ثور رآه على الإطلاق ، عندها آثر الشاب السلامة وقرر أن أحد الثورين التاليين يجب أن يكون خيارًا أفضل من هذا ، لذلك ركض إلى الجانب وترك الثور يمر عبر المرعى خارج البوابة الخلفية ، ولم يفكر حتى بالنظر إليه ! .

فُتح باب الحظيرة مرة أخرى ، أمرٌ لا يصدق ! ، لم يرَ شيئًا بهذا الحجم والشراسة في حياته أبداً ، ثم قال في نفسه : يالا الحظ ، لقد كان الثور الأول فرصة سانحة تخليت عنها بسهولة ، ثم  قال لنفسه : مهما كان شكل الثور التالي ، فلا مفر من انتظاره ، فلا يمكن مواجهة هذا الوحش بحال من الأحوال ، ومهما كان الأمر فبالتأكيد سيكون الثور الأخير خيارًا أفضل من هذا الوحش المرعب . 
ثم ركض إلى السياج ، وترك الثور الثاني يمر عبر المرعى ، خارج البوابة الخلفية .


فُتح الباب للمرة الثالثة والأخيرة ، وااااااااو ، ياله من يوم حظ عظيم ، إن هذا أضعف ثور رآه الشاب في حياته كلها على الإطلاق ، وهنا ظهرت ابتسامة كبيرة على وجهه مبتهجا سعيداً ، ثم ردد محفزاً لنفسه : "هذا الثور لي ، وهذه فرصتي المنتظرة للزواج بمن احب".

استعد الشاب جيداً ، وعندما جاء الثور راكضًا ، تمركز بشكل صحيح وقفز في اللحظة المناسبة تماماً ‘ إنه عمل رائع فعلاً ، لقد أمسك ذيل الثور !! .
أوووووه ما هذا الذي حدث ، يا إلهي !!! ، إن الثور ليس له ذيل! ، لقد سقط الشاب على الأرض مذهولاً لا يصدق ما حدث ، كيف حدث هذا ؟! ، إن الثور ليس له ذيل ، إن الثور ليس له ذيل !! .😟

هذه فرصة عظيمة تركها هذا الشاب تفلت من بين يديه ، لأنه لم يحسن التخطيط لإعتنام الفرصة ، ولم يقاتل كما ينبغي للحصول عليها .
الامر هنا لا يتعلق باقتناص الفرص ، بل بسوء تقدير الموقف ! .

لا بأس : فالأمور لا تسير دائمًا بالطريقة التي نريدها ! .



فلنبدأ الان !! . قصص ملهمة :

في اليابان عام 1917 ، ابتكر شاب في مقتبل حياته العملية ، يدعى / كونوسوكي ماتسوشيتا ، يبلغ من العمر 23 عامًا فقط ، وكان يعمل كمتدرب في شركة Osaka Electric Light Company ، وعلى الرغم من انه يتلق أي تعليم رسمي ، نجح في ابتكارمقبس إضاءة محسنًا. 

لم يكن رئيسه مهتمًا لذلك - كعادة الكثير من المدراء التقليديين - عندها قرر أن يبدأ بنفسه ، فبدأ الشاب ماتسوشيتا في صنع عينات من اكتشافه الرائع في قبو منزله ، ثم توسع بعد ذلك مع مصابيح الدراجات التي تعمل بالبطارية وغيرها من المنتجات الإلكترونية خطوة بعد أخرى . 

حتى نجح بعد ذلك في تأسيس امبراطورية صناعة الأجهزة والالكترونيات حول العالم  "ماتسوشيتا إلكتريك " ، كما كانت معروفة حتى عام 2008 عندما غيرت الشركة اسمها رسميًا إلى باناسونيك ، تبلغ قيمتها الآن 66 مليار دولار .



اجتهد جيداً ، خطط بعناية ، قاوم المعوقات ، لا تستسلم ، اطلق العنان لقدراتك الكامنة ، ثق بنفسك ، وآمن بقدراتك ، ثم انطلق ! . يمكنك الاطلاع على ذلك من هنا ...

نحن نصنع الفرص أيضاً " : قصص ملهمة :

بعد 10 سنوات كاملة من الخروج مساء الخميس الأخير من كل شهر حسب تعليمات السلطات لأهالي القرية الأسيرة ، وبعد أن توقف أهل القرية جميعاً عن الخروج في رحلات الصيد هذه ، رغم الجائزة التي لا تقدر بثمن ، بعد أن فقدوا الرغبة والامل بعد فشلهم المتكرر في الفوز بهذا الصيد ، رحلة بعد رحلة ، وعاماً بعد عام ، وبعد المئات ، بل والآلاف من محاولات الصيد المضنية والمتكررة للفوز بالجائزة الكبرى التي حددتها السلطات لأهل القرية كي ينالوا حريتهم وينطلقوا الى العالم الحر ، خارج أسوار تلك القرية المشئومة .
وقع الصيد في الفخ !! .


 اقتناص الفرص - وعلاقته بمنظومة القيم - ومسئولية القائد !!! ::

في تلك الليلة المشهودة ، وبعد ان مكث الأب والابن - كعادتهم في كل رحلة صيد - يتسامرون انتظارا لبدء الموعد المحدد للصيد ، والذي يبدأ وفقا للتعليمات والقوانين من بعد الثانية عشر ليلا وحتى السادسة صباحا .

حدثت المفاجأة التي لم تخطر على بال أحدهم ، لقد وقع الصيد في الفخ .

الغزال المنشود ، أصبح وقد وقع في شرك فخاً تركوه عرضا في الطريق !!! .


  • صرخ الإبن : إنه الحلم يا أبتي !! إنه الحلم !! ، إنها الفرصة ، التي سعينا خلفها سنيناً طويلة ! . .


  • نظر الأب إلى عقارب الساعة في يده يتحسسها في ظل الضوء بين ستائر ظلمة الليل ثم قال لابنه : فك الشراك ودع الغزال يمضي !!! " .
  • نظرا الابن في دهشة الى ابيه قائلا : ماذا تقول يا ابي ؟!! .
  • قال الاب في نبرة اكثر حزما : فك الشراك ودع الغزال يمضي !! .
  • قال الابن : ما تقول يا أبي ، إنه الحلم ؟!!! .

  • أصبحت نبرة الأب اكثر وضوحا أكثر حدة : انها الحادية عشرة والنصف ، ففك الشراك ودع الغزال يمضي ، فوقت الصيد المسموح به لم يأتي بعد !! .
  • يا أبي : لا أحد يرانا الآن ، ولا يدري بنا أحد ، يمكننا ان نتركه في الفخ حتى تنقضي هذه النصف ساعة ، أو يمكننا اخذه الآن والعودة الى القرية ، فلا احد هنا ليرانا ، او ليعلم ماذا جرى، انها مجرد نصف ساعة يا ابتي لا اكثر .
  • هنا قال الاب حازما وجازما : فك الغزال وخليه يمشي ، وان لم تفعل ذلك انت فعلته انا بنفسي .
  • عندها علم الولد أن الآمر ماضٍ لا محالة ... ففك شراك الغزال وترك الصيد يمضي ..👀👀👀




 لا تدع الرغبة تنتصر على القيم ! .

هذه فرصة تشعر أنها اُغْتُِصبت من الفتى ! هل هذا صحيح ؟! .

العالم مليء بالإمكانيات اللامحدودة والفرص التي لا حصر لها ، لكن حياتك ومهنتك ومستقبلك في صراع دائم بين الرغبة في الانتصار واستغلال كل الفرص الممكنة ، وبين الالزام بمنظومة القيم والقواعد .

مما يعني أن لدينا جميعاً وقتًا محدودًا للغاية لنختار ، إما ااقتناص الفرص الصحيحة ، أو اختلاس اللحظات الباطلة ، ثم نخبر الناس بأنها لحظات انتصار عظيمة .
ربما لن يدري أحد أبداً بكذبتك الكبرى ، لكنك ستعيش أبداً وأنت تعلم أن هذا النجاح باطلاً. 

أحياناً : لا نحسن استغلال الفرص بعد الفوز بها أيضاً ! : قصص ملهمة :


ستيف وزنياك ، وستيف جوبزكانا صديقين منذ المدرسة الثانوية ، اكتسب الطالبان المتسربان من الكلية خبرة كبيرة في عالم الكمبيوتر أثناء العمل معاً في النوبة الليلية من خلال اللعب في أتاري ، ثم أسسا واحدة من اعظم الشركات في العالم ( شركة آبل ).

هل تعلم أن رون واين ، أو رونالد جيرالد واين كان شريكهما في هذه الشركة ؟! .

نعم : لقد شارك رونالد جيرالد واين في تأسيس شركة أبل مع ستيف وزنياك وستيف جوبز التي تقترب قيمتها السوقية الآن من 100 ملياراً من الدولارات ،  ثم سريعا ما تنازل عن حصته في الشركة الجديدة مقابل 800$ فقط ! ، لم يكن لديه الصبر المطلوب ربما ، أو فقد المهارة المطلوبة لفن تخيل المنظر ، او كما يسميه أهل الدراما والفن ( السيناريو) ! .





إنه مليادير اليوم أيضاً ! .

 يقول : ديفيد جيه - ماهوني في كتابه - "Street _ Smart Manger Confession of :


"يبقى الشخص المميز بين الاخرين راسخا في مواجهة تيارات الفكر المتعارضة والتي تعصف ببعض الأشخاص ، وفي مواجهة العديد من المغريات التي تزعزع الاخرين ".

اقتناص الفرص لا يعني تخطي منظومة القيم والقواعد ، والعكس أيضاً ! .

لا سبيل الى استمرارية النجاح وديمومته باعتبار اللحظة المناسبة لتحقيق الهدف فرصة مواتية يجب اقتناصها لو أن ما نعتقد فيه يخالف ما نقوم به ، أو كان ما نقوم به مخالفاً لمنظومة القوانين أو القواعد الوظيفية او القيم الأخلاقية التي تم وضعها لبناء الهوية وحمايتها وديمومة النجاح واستمراريته .

القيم الإنسانية ، والقواعد القانونية ، والمبادئ الأخلاقية ، فرص عظيمة أيضاً ، لبناء ناجاحات راسخة ومستمرة ، تستحق احترامها ، وعدم الالتفاف عليها ، والسعي في سبيل الفوز بها ، والطموح الى اقتناصها ، والدفاع عنها .

إنها القاعدة الراسخة لبناء النجاح الدائم ! .



وأخيراً

إن وجدت في هذه المقالة شيئاً يستحق ، لا تنسى أن تشاركها مع الأخرين ، لأنها قد تكون بمثابة فرصة حقيقية لهم ستساعدهم ، وتجعل لساعاتي الطويلة التي قضيتها في الإعداد لها قيمة تستحق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مع خالص تحياتي : خالد الحصري



تعديل المشاركة Reactions:
author-img

Khaled Alhossary

إن القيام بالأعمال الإستثنائية لا يحتاج قوة استثنائية بقدر ما يتطلب إرادة إستثنائية .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة