U3F1ZWV6ZTQ4MDQ2MzM0NzAzNjA1X0ZyZWUzMDMxMTc4MjUzOTA1MA==

أطلق العنان لقدراتك الكامنة .. بيان مدى تأثير قوة العقل ومعرفة الذات في إدارة الاستجابة للمؤثرات .



 بيان مدى تأثير قوة العقل ومعرفة الذات في إدارة الاستجابة للمؤثرات .



تملأ نماذج النجاح الاستثنائية حياتنا من كل جانب ، وأكاد أجزم انه لا يوجد واحد منا إلا وفي حياته العديد من النماذج الاستثنائية والتي استطاعت بقوة عقلها أن تطلق العنان لقدراتها الدفينة وامكانياتها الضخمة لتصل الى قمة هرم النجاح ، بينما كان الاخرون ينظرون الى مستقبلها المظلم ويعتبرون فشلها أمرا حتميا ، وفقا للظروف والمعطيات التي كانوا يعيشون في داخلها وتحيط بهم من كل جانب .

 

ما هي مقاييس النجاح ؟.



وبرغم أن مقاييس النجاح الاستثنائية تختلف من بيئة لأخرى ، ومن شخص لآخر ، في المعطيات والنتائج ، فبينما يرى البعض ان النجاح يكمن في الوصول الى الهدف ، يرى الاخرون النجاح في قيمة الرصيد البنكي ومقدار الثروة الشخصية .


هل يعتبر الوصول إلى الأهداف نجاحاً استثنائياً ؟ .


لكن الحقيقة ان الوصول الى الهدف لا يعتبر نجاح استثنائياً ، على رغم انه يمثل نجاحا عظيماً إذا تم بالطرق الصحيحة ، كما أن تحقيق الثراء الفاحش وارتفاع قيمة الثروة ومعدلات الرصيد البنكي لا يعتبر نجاحا استثنائياً أيضا ، وان كان يمثل نجاحا كبيرا بالنسبة لرواد الاعمال وأهل الصناعة .

 شريطة أن يتم تحقيق ذلك بالطرق الصحيحة أيضاً .

 فمليارديرات الحرام والرشوة والفساد وتجارة المخدرات ومافيا التجارة الجنسية .... الى آخره ، برغم معدلات الثروة المهولة التي استطاعوا تحقيقها ، والنجاح المبهر في تجارتهم ، إلا أنه لا يمكن بحال من الأحوال ان نعتبرهم نموذجا حتى للإنسانية الشريفة فضلا عن أن يكونوا مثالا للنجاح يحتذى في قوة العقل وكيف يمكن للقدرات الذاتية الكامنة أن تحقق الريادة والنجاح .

متى يصبح النجاح استثنائياً ؟.



لذلك ، فلا يعتبر كل نجاح نجاحاً استثنائياً ، وإن كان نجاحا حقيقا ، فالبعض يمتلك كل مقومات النجاح المطلوبة ، من ثروة وقدرة تعليمية وخبرات عملية وامكانيات شخصية وعائلية ... الخ ، وما كان دوره الا ان قام بتوظيف واستغلال لهذه المقومات جميعها أو قام بإعادة توجيه وإدارة لها ، وهذا النموذج لا شك يعتبر نجاحا عظيما ، لكنه لا يرتقي الى نموذج النجاح الاستثنائي .

إن الوصول إلى دافعية النجاح والانجاز المتولدة عن التوجه الفعلي لقوة العقل الحقيقية وعلاقته بمعرفة مفهوم الذات والايمان بها وادراك الإمكانيات الشخصية والثقة بالنفس ، هي القاعدة الأساس التي تجعلنا ننطلق في الطليعة دائما حينما يعتقد البعض ضعفنا وعجزنا ، وهي القيمة الأساس التي تجعل النجاح ليس مجرد نجاحاً ، بل نجاحا استثنائيا ! .   

ولذلك يكون النجاح استثنائياً ، إن استطعت الوصول إليه ، رغم افتقادك لكل أدوات النجاح ومعطياته النظرية والمادية ، فقط ايمانك بقدراتك وقوة عقلك على الانطلاق في حين توقع الجميع لك السقوط والتعثر .

يقول ( ليو بوسكالجيا ) : " لن نعود دمى تتلاعب بها قوى خارجية ، إذا أصبحنا - نحن أنفسنا - نملك زمام أمورنا .

حرر قدراتك :



في هذه المقالة سنتحدث عن نموذجين مختلفين ، وربما كانا متشابهين ، متعارضين ، وربما كانا متحدين في الكثير من الدوافع والعديد من المهارات .

يؤمن العديد من الناس ان العلم أساس كل نجاح يمكن أن يحققه إي انسان ، بينما يرى أخرون أن  : " العلم في الرأس مش في الكراس " ، كما كان يردد والدي رحمه الله دائما كلما كنا نفشل في اي اختبار من اختبارات الحياة المتعددة والمتغيرة .

 وكان يعني والدي- رحمه الله تعالى - بذلك أنه لابد أن نتعلم من تجارب الحياة والخبرات الاجتماعية والحياتية اليومية التي نمر بها بنفس الشغف والاهتمام الذي نتعلم به في المدرسة أو في المكتبة ! .

لذلك ، فضلت أن يكون يكون مقال اليوم عن قوة العقل والثقة بالنفس واثرهما في اطلاق العنان لقدراتك الابداعية والانطلاق الى قمة النجاح عن نموذجين عظيمين ومختلفين تماما  :

1-     الأول : نموذج لم يجتاز اي مستوى تعليمي معروف ، ولم يحصل على أي شهادة تعليمية ، أو علمية تذكر ،  بل وكانت كل الظروف الاخرى ضده ، حتى البصر ، فقد ولد أعمى ! .

2-     الثاني : نموذج حصل على كل الشهادات العلمية المتاحة ، وحقق كل النجاحات الأكاديمية الممكنة ، لكنه اختار ان يترك هذا المجال الاكاديمي المنظم والرتيب ، واختار ان يطلق العنان لقدراته الكامنة لينطلق في اتجاه ربما ليس بعيدا جدا نظرياً لكنه بعيدا جدا واقعيا وخبراتيا وعمليا عن مجاله وقدراته وامكاناته الظاهرة ، الى عالم الأعمال والبيزنس .

قوة الشخصية وأثر ذلك في الاستجابة للمؤثرات :

كثيراً ما وضعتنا الظروف والمؤثرات في لحظات اختبار فاصلة لمدى تمتعنا بالثقة في النفس والشجاعة الكافية عندما يكون التغيير مطلوباً ، ولكن يكون الخمول مريحاً أكثر .



تلك هي اللحظة الحاسمة لاختبار قوة العقل وقدراته الخاصة ، والثقة بالنفس ، ومعرفة الذات والايمان بها .

اطلق العنان لقدراتك الكامنة ، واجه التحديات ، وانطلق ، فالسفن تكون في أمان تام وهي راسية على الشاطئ ، لكن هذه ليست وظيفتها التي صُنعت من اجلها .

قانون الاستجابة للمؤثرات :

 


في زمان كان الجميع فيه يتنافسون للفوز بفرصة الكتابة أو التلحين لها ، أو العمل معها ،  دار الحوار بينه وبين سيدة الغناء العربي ، السيدة أم كلثوم - كوكب الشرق - على النحو التالي  :

قال لها متسائلاً :  أنا هاخد كام ع اللحن ده ؟!

فأجابته متعالية : ألا يكفيك فخراً أن تغني أم كلثوم من الحانك ؟! .

فأجابها معتزا : الحقيقة لا يكفيني فخراً حضرتك ، لأن البقال اللي تحت البيت اللي بشتري منه طلبات البيت ما بياخدش فخر سيادتك ! .

وكانت القطيعة الطويلة .

اعتبرت ام كلثوم رد هذا الملحن الشاب الذي لا يعرفه كثير من الناس إهانة لها ولمكانتها ، وأرادت ان يسير في دربها وفق قوانينها ، ويدور في فلكها تبعاً لما تريد هي لا كما يرغب هو .

بينما اعتبر الشاب ذلك حق من حقوقه التي لا يجب ان يتنازل عنها او يجامل بها ، حتى ولو كان لإم كلثوم ذاتها ، وهو الذي عاش عمره كله كما أراد لا كما أراد له غيره ، وفعل ما آمن أنه يحب أن يفعله ، لا كما احب والده او معلمه ومدرسته .

 

انطلق :

 


 إن أحد أهم أسباب الشعور الدائم بالفشل والضغط وعدم الرضا ، هو أن كثيراً من الناس يتحرك ويتحدث ويتصرف بالطريقة التي يريد الآخرون أن يتحرك أو يتكلم أو يعمل بها ، ووفقاً لما يأملون ، لا كما يحب ان يقوم هو بالأمر . 

    وهذا الصنف من البشر أو الأشخاص الذين يكون وجودهم عبارة عن تجسيد إرادة ورغبات الآخرين ، هم أكثر الناس عرضة للفشل والاكتئاب والمرض ، لأنهم لم يتحلوا يوما بالشجاعة الكافية للسعي خلف ما يريدونه هم ، بدلاً من ان يفنوا اعمارهم في السعي خلف تحقيق ما يريده الاخرون ..

 

  حرر عقلك ، وأطلق العنان لقدراتك الكامنة :




ولد سيد مكاوي ضريرا ، وعاش سنوات طفولته الأولى كما يعيشها كل أقرانه ممن ولدوا فاقدين لنعمة البصر .



في البداية : أراد له والده  ، كما هو حال كل أطفال مصر غير المبصرين ، رغبة في ان يحفظ القرآن الكريم ، فألحقه بكتاب القرية .

لكن الطفل "الضرير" لم يتحمل ضرب معلم الكتاب - " الضرير " أيضا - المتكرر له ، فغادر الكتاب ورفض الذهاب إليه .

فألحقه والده بالمدرسة ، على أمل أن يتعلم مثل غيره ، لكن الطفل المشاكس رفض نظام التعليم الخاص الذي قررته إدارة المدرسة بما يتماشى مع إعاقته من وجهة نظرهم .

فقد رأى أن هذا النظام التعليمي الخاص به دون غيره من التلاميذ والذي قررته المدرسة له ، يعني حرمانه الغير مبرر من دراسة كثيرا من المواد التي يحبها ويرغب في دراستها بشدة لا لشيء سوى لأنه "أعمى ، فترك المدرسة كذلك !!.

منذ اللحظة الأولى كان واضحا أن الطفل الصغير يريد أن يعيش حياته كما يريد هو ، لا كما يرسمها له الآخرون ، لم يرد أن يبقى كغيره ممن تعرضوا لمثل هذه الظروف ولم يقاوموا أو يحاولوا ، لم يرد أن يكون معلما ضريراً في كتاب آخر ، أو مدرساً متحجراً في مدرسة أخرى .

لكنه أراد أن يكون هو ، كما يحب ، وكما يريد ، فامتطى صهوة جواد حافز الفاعلية وأطلق العنان لقدراته ،  ليكون سيد مكاوي .

انطلق :



أول كلامي سلام 

وتزققيني الكلام

أيام في حضنك أنام

القلب الابيض هنا

يا مصر يا أمنا

وأطلع في نور الأدان

إذا دعا الوالدان

المدرسة.. والميدان

الانسانية هنا ... 

 

 


 " اصحى يا نايم اصحى وحد الدايم، وقول نويت بكره - إن حييت - الشهر صايم ، والفجر قايم، اصحى يا نايم وحد الرزاق، رمضان كريم ".   

-          يا حضرة الأراجوز قول لي 

-          نعم يا عمدة عاوز إيه  

-          منين يروحوا لمتولي   

-          امدح نبينا وصلي عليه     

-          اللهم صلي عليه    


      - " طلعت أدب نزلت أدب وطالع نازل أقزقز لب  ، طلعت أدب أدب دبيب ، ونزلت أدب سبع سراديب ، أنا أخوك الدب ما نيش الديب ، ومفنجل عيني تقول دا أديب ، ولا دا عاشق داب دباديب .. الحلو اللي بيغطس ويقب طلعت أدب البط ما با بطتش ، نزلت أدب اخوك ما قبطش  ...." .


 (الأرض بتتكلم عربى الأرض الأرض ، الأرض بتتكلم عربي وبتقول الله  ، إن الفجر لمن صلاه ، الأرض بتتكلم عربي وبتقول الله ، إن الفجر لمن صلاه ، ما تطولش معاك الآه ، الأرض، الأرض، الأرض الأرض بتتكلم عربي ) .


 " الليلة الكبيرة يا عمي والعالم كتيره ، مالين الشوادر يابه من الريف والبنادر    " .


وغيرها مئات من الاعمال العظيمة والفريدة التي أظهرت قدرة وموهبة وابداع بطل النموذج الأول من نماذج أصحاب النجاحات الاستثنائية ، وهو الشيخ / سيد مكاوي  

لقد قدم سيد مكاوي للموسيقى والفن والتراث الفني المصري والعربي نوادر وابداعات ليس لها نظير من الموسيقى التصويرية والملاحم التاريخية والفلكلور الشعبي والغناء وغيرها الكثير في كل منحى من مناحي التأليف الموسيقي والغناء ، والتي - ربما - لم يخض غمار بعضها من الموسيقيين والمحنين غيره ، و يأتي في قمة هرمها مجموعة حلقات " من نور الخيال وصنع الأجيال القاهرة في الف عام " الإذاعية من الموسيقى القصصية أو ما يمكن ان نسميه مجازاً " الرواية الموسيقية " ، والتي تعتبر  بحق - نموذجا فريدا ومرجعا هاما لكل الملحنين الجدد ، يتعلمون منها  أسرار وأساليب التسلسل اللحني وحسن النقلات الغنائية ، والوصلات الموسيقية .. الخ .

 لحن أسماء الله الحسنى :

ورغم كل هذا التميز وتلك النجاحات والاعمال الفنية العظيمة ، إلا أن درة تاج أعمال سيد مكاوي الخالدة – في رأيي - تكمن في تلحينه لأسماء الله الحسنى ، ذلك العمل الذي تعرض بسببه لأشد أنواع الهجوم والتنمر ، حتى من بعض أولئك اللذين يرتدون عمامة العلم وهم أشد الناس جهلا !!.

 لم أكن اعلم أنك ضرير القلب أيضاً :

 وتصف لنا السفيرة / إيناس سيد مكاوي عبر اطلالتها في أحد البرامج التليفزيونية ، مدى الفظاظة والغلظة والتنمر الذي تعرض لها والدها الفنان الراحل الشيخ / سيد مكاوي ، ومدى شدة المعوقات والمثبطات التي عاشها وتعرض لها ، بعد ان انتشرت أخبار تلحين سيد مكاوي لاسماء الله الحسنى ، فتقول :

 " تلقيت وأنا صغيرة خطاب مرسل من احد الشيوخ إلى والدي يقول له فيه أربعة كلمات لا غير : " لم اكن أعلم انك ضرير القلب أيضاً !!" . ....  يا الله ....

تستطيع مشاهدة القصة كاملة من خلال الضغط على الرابط  حكاية سيد مكاوي مع ام كلثوم

   -  وبرغم كل هذه القسوة والغلظة والهجوم أصر سيد مكاوي على تنفيذ ما آمن به وظن انه الصواب والحق ، ولا خطأ فيه ولا خطيئة .
    - 
ولك أن تتخيل ... أن سيد مكاوي أطلق العنان لإمكانياته ومهاراته وقدراته ، ولولا قوة العقل والسمات الشخصية التي تمتع بها ، وتمسكه بتحقيق ما أراده وآمن به برغم كل تلك المعوقات والعقبات والهجوم ، لحرمت البشرية من أحد اعظم الأعمال الفنية التي ساهمت وبشكل أساسي في حفظ الملايين من الأجيال المتعاقبة لأسماء الله الحسنى ، والاحساس بمدى روعة الأداء وعظمة المعنى 


لماذا يعد سيد مكاوي نموذجاً للقصص الملهمة والنجاح الاستثنائي ؟.

إن نجاح سيد مكاوي نجاحاً استثنائياً ، لأنه تحقق مع فقدان كل مقومات النحاج  ، ووجود كل المعوقات والموانع التي لا يمكن معها تصور الوصول الى هذا النحاج الكبير .

لقد ولد سيد مكاوي فاقدا لنعمة البصر ، لكنه كان صاحب بصيرة ثاقبة ، وكانت اسرته بسيطة عادية متواضعة الامكانات والاهداف ، لكنه كان عالي الهمة ، عظيم الارادة ، مؤمن بنفسه وواثق في قدراته ، مع العديد من المزايا والمهارات الطبيعية التي حباه الله بها.

وعلاوة على كل ذلك فقد كان سيد مكاوي بفهوم اليوم رجلاً أمياً !!! .

هل تعلم أن سيد مكاوي لم يحصل على شهادة علمية واحدة ؟! ، حتى أنه لم يكمل المرحلة الابتدائية من التعليم الاساسي ، مع العلم بأنه حصل على اعلى جائزة موسيقي في العالم ، والعديد من الجوائز والتكريمات العربية والعالمية .

تؤكد لنا ذلك ابنتة الكبرى السفيرة / إيناس سيد مكاوي ، فتقول : " حصل أبي على أعلى جائزة في الولايات المتحدة الأمريكية في الموسيقى وهي " جائزة الحفاظ على موسيقى الشعوب " ، وغيرها كثير من الجوائز والتكريمات ، على رغم أنه لم يحصل على أي شهادة علمية تذكر !!" . شاهد اللقاء كاملاً من هنا 

النصيحة : لا تستسلم للضغوط ولا تخضع للظروف أو الشدائد :

كن أنت ، حرر نفسك وكن كما تريد ، أدر قوة عقلك ، واطلق العنان لقدراتك الكامنة ومهاراتك وابداعاتك ، واعلم أن الاعتماد على الذات والمبادرة ، والثقة بالنفس وإدارة الأولويات ، والحفاظ على ايجابية التفكير والمثابرة ، هي القواعد التي تشكل اللحظة الفاصلة بين المضي قدما لصناعة النجاحات على رغم شدة المخاطرة وخطورتها ، وبين الإرتكان الى البقاء في الجانب الاكثر آمانا لكنه الاقل نجاحا .

تقول  ( مارجريت جنسن

الشخصية : هي مجموع كل خياراتنا اليومية " 

 

مو إبراهيم : النوذج الثاني :

 من مو صلاح ( محمد صلاح ) الاعب المصري الشهير بنادي ليفربول الإنجليزي  ، ونموذج فريد أيضا من نماذج النجاح الاستثنائية في عالم الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة ، إلى مو إبراهيم ( محمد إبراهيم ) رجل الاعمال السوداني العالمي ، ونموذج آخر من نماذج النجاح الاستثنائية في عالم الأعمال والبيزنس .



وبين هذا وذاك يمثل مفهوم الإيمان بالذات ( أو معرفة الذات كما يطلقون عليه ايضا ) الذي يكونه الانسان عن إمكانياته العقلية والمعرفية عبر تنشئته الأسرية ومؤهلاته العلمية والخبرات التي مرت به ومر بها على مدار حياته ، هو عامل التغذية الراجعة أو الـ  Feed Back والتي يغذي بها الإنسان قوة العقل الذاتية ، التي تمكنه أن يرى أبعد مما يراه أو يتصوره الأفراد العاديون ، ليستشرف كيف سيكون الأمر ، ويحدد توقعاته للفشل أو النجاح مستقبلاً للقرارات والخطوات التي يتخذها اليوم .                                                                      

 وبالتالي : فإن مفهوم الذات عند الأكاديميين يعمل عمل الدافع والحافز على النجاح ، إذا كانت الخبرات السابقة خبرات ناجحة ، و العكس يكون العكس .

إن مو إبراهيم ك الشيخ سيد مكاوي تماما ، كلاهما تمثل قصته الملهمة قدوة ونموذج على النجاح والمثابرة . إقرأ مقالتنا عن القدوة .. المعيار الأهم والمهارة المهملة .

ان الوصول الى قمة هرم النجاح والتميز ، رغم كثرة المعوقات وصعوبة العقبات وغياب كل مقومات النجاح ، وفقدان كل الاليات والادوات المعروفة لتحقيق اي انجاز يذكر ، كما فعل سيد مكاوي! .

لا يعتبر نموذجا اكثر تفردا من التخلي عن قمة هرم النجاح وعن كل الامكانيات والنجاحات التي تم تحقيقها فعليا في مجال ما ، لبدء رحلة صعود جديدة الى قمة هرم النجاح - ربما تفشل وربما تنجح - في مجال اخر وقطاع جديد كما فعل مو ابراهيم !

مفهوم الذات وعلاقته بمراحل النمو الانساني :

 لقد توصلت الدراسة التي قام بها أتيرو وهوبكسن

  OTERO,JejuonM.andHapHins 1992 إلى أن فهم الفرد لذاته يمثل محوراً او مقوما هاماً من مقومات السواء النفسي ,

فمن خلال الفهم الصحيح لذواتنا نتمكن من ان نكون بصيرة أفضل بأفكارنا وأفعالنا ومشاعرنا ، وكذلك لأفكار وأفعال ومشاعر الآخرين ، ونكون بذلك اكثر واقعية ، وأكثر إدراكا للمستقبل أيضاً .                                                                                                                                                                                    

ان مفهوم الذات ، أوإدراك الشخص لذاته ، ومعرفته بنفسه وقدراته ، يتشكل ويتبلور خلال مراحل النمو الجسدي والنفسي والمعرفي عن طريق خبرات الشخص المتراكمة وتجاربه المتعددة ونمط علاقته بمحيطه ، فالشخص الناضج تكون اهتماماته متسقة مع الاهتمامات الاجتماعية .

وفضلاُ عن ذلك ، فإن لمفهوم الذات علاقة ذات معنى بتوافق الفرد الذاتي وصحته النفسية.

وعندما تكون توقعات الشخص للإنجاز والنجاح والتقدم واقعية ، يكون اداءه متفقاً مع توقعاته ، وتكون دافعيته نحو الانجاز والنجاح اكثر شدة وأقرب للتحقيق والتطبيق ، وهذا يساعد في اطلاق العنان للقدرات والطموحات واتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب  للوصول الى تحقيق الذات وبناء النجاح .  

 

مو ابراهيم رائد الاعمال السوداني :عملاق الاتصالات بافريقيا

 

-   محمد ابراهيم ، ابن السودان ، وخريج كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية جامعة الاسكندرية المصرية ، رائد الأعمال العالمي ، وأحد النوادر الذين حققوا أعلى مستويات النجاح في العلم والتجارة في الوطن العربي .

-   ماجستير الهندسة الكهربائية والإلكترونية جامعة برادفورد البريطانية .

-  والحاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة برمنجهام في إعادة استخدام الترددات الراديوية  Radio-frequency

-  بدء محمد إبراهيم حياته العملية استاذا لمواد الاتصالات في جامعة " جرين ويتش " ، في أوائل ثمانينيات القرن الماضي ، قبل أن يقرر ترك المجال الأكاديمي ، ليطلق عنان ابداعاته وقدراته ليخوض غمار مجالا جديدا اشد صعوبة واشرس منافسة ، في عالم المال والأعمال .

-  بدء البروفوسور محمد ابراهيم شاغلا لمنصب المدير التقني بشركة Cellent التابعة للشركة البريطانية للاتصالات العملاقة ، وكان مسئولا عن إدارة العمليات اللاسلكية.

-  في عام 1983 ترك الوظيفة المرموقة في الشركة البريطانية العملاقة ليؤسس شركة   (MSI) : Mobile Systems International

-  في عام 1998 أسس مو ابراهيم شركة MSI Cellular Investments 

والتي سميت بعد ذلك بـ Celtel

 

القيمة المضافة :

في بداية الألفية الثالثة باع الدكتور محمد ابراهيم الشركة الرائدة  Mobile Systems International

بـ 900 مليون دولار .

ثم باع الشركة العملاقة سلتيل الى شركة الاتصالات الكويتية بمبلغ 3.4 مليار دولار .

 دقة التفكير :


إن دقة التفكير يمكن أن يكون لها أعظم النتائج الممكنة في كل ساعة او في كل لحظة ، لذلك فإن فكرة جيدة واحدة أو خطة جيدة ملموسة ، أو رؤية ثاقبة وشغف دؤوب يمكن أن تغير حياتك كلها ، وذلك هو السبب الرئيسي الذي يدعوك لأن تطلق العنان لقدراتك الابداعية وتطلعاتك المستقبلية ، فذلك هو الطريق لتحقيق الأشياء الخارقة لك ولعائلتك .

 


يقول ألبرت أينشتاين : " إن كل طفل يولد عبقرياً ، وفي الحقيقة فقد ولدت عبقرياُ انت أيضاُ ، إذ تمتلك بداخلك القدرة على حل أي مشكلة وتحقيق أي هدف ، لكن عليك فقط أن تسنخدم قدرتك على الإبداع " .

 

مارس أسلوب العصف الذهني :

العصف العقلي أو الذهني ، او ما يعرف بطريقة الفكرة العشرين ، هي من أكثر الطرق فاعلية لتمرين نفسك واختبار قوة العقل واطلاق العنان لقدراتك الكامنة .

وهي من أكثر الطرق فاعلية بالنسبة لرواد الأعمال والمسئولين في التفكير الابداعي وحل المشكلات .



وهي تعمل بطريقة سهلة وبسيطة نعتمد على بعض الخطوات كالتالي :


1.     حدد هدفك ، أو دون ما تريد انجازه أو ترغب في ايجاد حل له .

2.     الزم نفسك بكتابة ما لا يقل عن 20 اجابة أو طريقة لحل المشكلة التي تريد حلها ، أو للعمل الذي تريد انجازه ، واحرص على تجنب تكرار الاجابة أو الالتفات عليها ، يجب ان توجد في كل اجابة فكرة جديدة او طريقة مبتكرة.

3.     في غالب الاحوال ستجد الحل في الاجابة رقم 20 .

 لكنك ستعاني لكي تصل اليها ، لانك ستجد ان الوصول الى الاجابات من 1 الى 5  سهل ، ثم من 6 الى 10 يصبح الامر اصعب ، ثم اكثر صعوبة فأكثر صعوبة ، حتى تكون الاجابة رقم 20 هي الاصعب على الاطلاق ، لكنها غالبا تمثل كلمة السر ، فاجتهد للوصول اليها .

ثم ابد بالتفيذ فورا ، ابدء بتنفيذ الحل او الفكرة التي تظن انها الطريق الصحيح للتغلب على المشكلة او للوصول الى الهدف المنشود .

 

تقول صوفيا لورين :

" يتطلب التقدم في مهنة صعبة ثقة شديدة بانفس ، وهذا هو السبب في أن بعض من يمتلكون مواهب عادية ، لكن لديهم الدافع والحافز الداخلي ، يذهبون أبعد بكثير من أصحاب المواهب الفائقة " .

 

حدد أولوياتك ، ثق بنفسك ، ثم أطلق العنان لقدرتك وقدراتك ، وتذكر دائماً ، أن ادارة الذات الاكثر فاعلية هي البدء بالأهم ثم المهم.  

إن القدرة على إدارة الذات بفاعلية واستقلالية ، والقدرة على اتخاذ القرارات والقيام بالخطوات الضرورية ، وفقا للرغبة الذاتية والارادة الشخصية ، هي التي تجعل من ادارة الذات بفاعلية أمرا ممكناً .

فإن كانت القيادة هي التي تقرر ما هي الأشياء التي تأتي في المقام الأول ، فإن الإدارة الناجحة هي التي تستطيع تحديد أولويات تلك الأشياء بعناية وفاعلية .

 

وفي النهاية لا يسعني إلا تمنى لكم قراءة شيقة ، وفائدة قيمة ، ووقتاً ممتعاً .

 

  خالد محمد الحصري




تعديل المشاركة Reactions:
author-img

Khaled Alhossary

إن القيام بالأعمال الإستثنائية لا يحتاج قوة استثنائية بقدر ما يتطلب إرادة إستثنائية .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة