U3F1ZWV6ZTQ4MDQ2MzM0NzAzNjA1X0ZyZWUzMDMxMTc4MjUzOTA1MA==

القدوة .... المعيار الأهم والمهارة المهملة في قائمة المهارات

 القدوة .... المعيار الأهم والمهارة المهملة  في لائحة المهارات الشخصية وقائمة المهام الوظيفية  

كيف تصنع القدوة أنجح الدورات التدريبية والمحاضرات التربوية 

القدوة : 

" ابنك على ما تربيه ، وجوزك على ما تعوديه " ! .


يقولون في أمثلتنا الشعبية : " اللي بيزرع هوا ، بكره بيحصد ريح " .

وقالوا أيضاً : " واللي بيزرع ريح ، بيحصد غباره " ! .

و " اللي بيزرع شوك بيحصد شوك "

 و " اللي بيزرع ورد بيحصد ورد " .

وقال الشاعر: مَنْ يزرَعِ الشَّوْكَ لاَ يَحْصُدْ بِهِ العِنَبَا ! .

القدوة : المعيار الأهم والمهارة المهملة في التربية والتدريب ...

 شارلي شابلن : وأعظم دروس التربية بالقدوة ! . 

قصة قصيرة  ...  

 

 الوصف الوظيفي وقائمة المهام الوظيفية :

       تتصدر قائمة المهام التربوية والوظيفية للقادة والمسئولين والمدراء والمعلمين والأفراد في جميع القطاعات الصحية والتعليمية والأنشطة التجارية والصناعية والخدمية ... الخ ، قائمة طويلة من المهارات التي تبدا بكلمات مثل : المسئولية ، التدريب ، التعليم ، التوجيه ، الارشاد ، التحليل ، المرونة ، حل المشكلات واتخاذ القرارات ، إيجابية الاستجابة للمؤثرات ، ,,, وكثير من المعايير الأخرى التي يشترط ان يتمتع بها المتقدم لشغل وظيفة ما . 

  

  • القدوة : المهارة المهملة  

 وبرغم من الأهمية القصوى لضرورة توفر كل المعايير السابق الإشارة اليها أو جلها في القائد او المدير أو المتقدم لشغل وظيفة بعينها ، حسب الاختصاص والحاجة .

 إلا أن ما يفاجئنا فعلاً هو أن المهارة المهمة والمعيار الأهم ، لا يتضمنه أي مخطط تفصيلي للواجبات والمسئوليات الرئيسية أو لائحة الشروط والمهارات الواجب توافرها لأي موظف أو مسئول ، ألا وهو القدوة .

 

القدوة : خطوة بخطوة 

 لماذا القدوة هي المعيار الأهم والمهارة المهملة في لائحة المهارات الشخصية وقائمة المهام الوظيفية  ؟

         ينفق العديد من الشركات والكيانات والجهات والهيئات والأسر حول العالم  مليارات الدولارات سنويا للإعداد والتأهيل  والتعليم والتدريب للمسئولين والمدراء والموظفين والأفراد والأبناء ، لتعظيم وتقوية مهاراتهم وقدراتهم ، وتحسين وتطوير مواطن القصور أو الضعف  .  

     وتعتبر القدوة - وبحق - المعيار الأهم في لائحة المهارات الشخصية وقائمة المهام الوظيفية للقادة والمدراء والمسئولين والمعلمين والآباء  لأنها تقدم العديد من الدورات التدريبة والبيانات العملية دون أية تكاليف  او أعباء .

ومرة أخرى يحين موعدنا مع أهمية المحتوى القصصي في التدريب والتعليم ، وأثره في صناعة الفارق  .

 

  القدوة : أولى متطلبات القيادة الناجحة  

      اليوم سنتعرف على قصة ملهمة ورائعة ، تضرب المثل والنموذج في كيف يكون القائد أو المربي والمعلم في القيادة والمسئولية ، والسرعة والمرونة في الاستجابة للمؤثرات ، لواحد من عظماء التاريخ السينمائي .

     وهو الممثل الكوميدي الأشهر في العالم  - شارلي شابلن - ، والذي أصبح أيقونة في جميع أنحاء العالم من خلال شخصيته الشهيرة في السينما الصامتة : "المتشرد، الصعلوك أو المتسَكِّع " ، ويعتبر من الشخصيات الأبرز في تاريخ صناعة السينما في العالم .


شارلي شابلن .. القدوة المعيار الأهم والمهارة المهملة 

 قصة قصيرة جدا ، لا يكاد يتجاوز عدد كلماتها مائة كلمة .

إلا أنها تحقق أفضل نماذج التأهيل والإعداد والتوجيه .

 وتحقيق نتيجة أفضل بكثير مما تقوم به عشرات الندوات والمحاضرات ، وورش العمل ، والدورات ، والاجتماعات ، والنقاشات ، وغيرها من وسائل التعليم وأدوات التدريب والتأهيل .

 وبتكلفة لا تتجاوز ثمن تذكرة لحضور عرض من عروض السيرك ، وفي أحيان كثيرة أخرى دون دون أية تكاليف تذكر  . (راجع قصة الصيد الثمين في المحاضرة السابقة مهارات اقتناص الفرص ومسئولية القيادة) .

  آثر القيادة بالقدوة لا بالكلمة والتربية بالحال لا بالمقال :

يقول شارلي شابلن :

عندما كنتُ صغيراً، ذهبتُ برفقة أبي لمشاهدة عرضٍ في السّيرك ، وقفنا في صفّ طويل لقطع التذاكر، وكان أمامنا عائلة مكوّنة من ستة أولاد والأم والأب، وكان الفقر بادياً عليهم، ملابسهم قديمة لكنها نظيفة، وكان الأولاد فرحين جداً وهم يتحدّثون عن السيرك، وبعد أن جاء دورهم، تقدّم الأبُ إلى شبّاك التذاكر، وسأل عن سعر البطاقة، فلما أخبره عامل شبّاك التذاكر عن سعرها، تلعثم الأب، وأخذ يهمس لزوجته، وعلامات الإحراج بادية على وجهه!

فرأيتُ أبي قد أخرج من جيبه عشرين دولاراً، ورماها على الأرض، ثم انحنى والتقتها، ووضع يده على كتف الرجل وقال له: لقد سقطتْ نقودك! نظر الرّجلُ إلى أبي، وقال له والدموع في عينيه: شكراً يا سيّدي! وبعد أن دخلوا، سحبني أبي من يدي، وتراجعنا من الطابور، لأنه لم يكن يملك غير العشرين دولار التي أعطاها للرجل! ومنذ ذلك اليوم وأنا فخورٌ بأبي، كان ذلك الموقف أجمل عرضٍ شاهدته في حياتي، أجمل بكثير حتى من عرض السيرك الذي لم أشاهده ! ،

لطالما آمنتُ أنّ التربية بالقدوة لا بالتنظير ....  " . انتهى

..............................................

  أهمية التربية بالقدوة والحال لا بالتنظير والمقال

      تكتسب القيادة بالقدوة والتدريب بالحال لا بالمقال أهميته القصوى لانه يقدم للمتدرب ( المتلقي ) بطريقة بيان عملي عن أفضل الطرق الممكنة لتطبيق الاستراتيجيات وتنفيذ التكتيكات الفعالة لتحقيق أعلى أداء ممكن وبأقل تكلفة تذكر .

لذلك فأعظم نصيحة ممكن تقديمهاإن كنت قائدا أو مديرا او مسئولاً ، لا تصرف كل وقتك في مراقبة ما يفعله أعضاء فريقك أو مرؤوسيك ، بل اجعلهم يشاهدون ما تقوم به انت ، فهذه أفضل طريقة لتخبرهم كيف يقومون بالأمر على الوجه الصحيح .

هذه هي أكثر الطرق نجاعة ونجاحا ، وأسهلها تطبيقا ، واقلها كلفة ، وأعظمها نتيجة .

 إدارة الوقت ، وكيف تصنع  الفارق



إدارة الوقت وكيف تصنع الفارق 

      يصرف العديد من القادة ورواد الأعمال والمدراء الأكثر اجتهادا الكثير من الوقت في محاولة تلقيين الطرق والتكتيكات ، والأساليب والاستراتيجيات لمرؤوسيهم وأعضاء فرقهم  داخل مراكز التدريب وقاعات المحاضرات والاجتماعات ، وهذا أمر في غاية الأهمية بالتأكيد .

       لكن القيادة  الأكثر نجاحا وفاعلية - في نظري - هي تلك التي تنفق - بين الحين والآخر -  الوقت المخصص لتلك الاجتماعات والمحاضرات والدورات ، في استثمار حقيقي ، أعظم فائدة ، وأقل تكلفة في الوقت والجهد والمال ، من خلال تنفيذ وتطبيق عملي لما يريدون قوله لأعضاء فرقهم في ميدان العمل وساحات المنافسة الحقيقية .

      فأعظم القادة في التاريخ هم أولئك الذين نجحوا في قيادة جنودهم في ميادين القتال ، وليس أولئك الذين برعوا في شرح تكتيكاته في مراكز التدريب .

      إن القدرة على اعداد وتنفيذ الدورات التدريبية النظرية وقيادة وتوجيه اجتماعات المتابعة والتحليل الدورية هي واحدة من اعظم أدوات الريادة ومقومات القيادة الناجحة ، لكن التدريب العملي وقيادة الفريق لبيان كيفية تنفيذ الطرق والاستراتيجيات والتكتيكات التي تعلمناها في مراكز التدريب ، تبقى دائما هي الأكثر تأثيرا والاعظم فائدة ، والاعلى نتيجة .

......................................

 

وفي النهاية لا يسعني إلا ان أتمنى أن تجدوا في هذا المقال جديدا ، ومفيدا ، ومشوقا ً .

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

دروس بلس مدونة تعليمية تسعى لإثراء المحتوى التعليمي ونشر المعرفة الرقمية والفنية .    

مع خالص تحياتي : خالد الحصري


 


تعديل المشاركة Reactions:
author-img

Khaled Alhossary

إن القيام بالأعمال الإستثنائية لا يحتاج قوة استثنائية بقدر ما يتطلب إرادة إستثنائية .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة